Site logo

الأرشيف

مدينة للأجانب .. وللوطنيين أيضا

مدينة للأجانب .. وللوطنيين أيضا

 

•• كان الهدف إذا إنشاء حي للأجانب .. وآخر للوطنيين ، ولكن لم يتحقق ذلك کا خطط له المهندس البلجیکی جاسبار ، ولكن أخذ نمو الحي الجديد منحى آخر .. ففي عام ۱۹۲5م وجدنا غالبية السكان من السوريين واللبنانيين والفلسطينيين والأتراك ، أكثر من الأوربيين ولم يزد عدد الأوروبيين وقتها على ۵۰۰۰ شخص من بين 16 ألفا سكنوا الضاحية .. وإن اتجهت كل جالية إلى التجمع مع بعضها . كانوا يتجمعون کا یقول روبرت ألبرت : و تجمع أبناء كل جالية حول دور العبادة ، أو حول مباني سكنية تتناسب مع مستواها الاجتماعي ، وتلاقت الاختلافات الاجتماعية مع الاختلافات العرقية الدينية . وتحكمت إمكانيات السكان المادية في التوزيع السكانی ؛ إذ تجمع العمال المسلمون في مكان محدد لأنهم كانوا يحصلون على أقل الأجور .. ولكن من الواضح أن مجمل سكان هليوبوليس کانوا برجوازيين ميسورين .. أوروبيين ومحليين .. موظفين متوسطی الحال ، وأيضا سكان فقراء . وقد أجرت الشركة إحصاء عام 1919م ظهر منه أن مجموع السكان وصل إلى ۹۸۰۰ شخص ، منهم 3600 من الأميين . وزاد سكان الضاحية بسرعة كبيرة ؛ إذ وصل عددهم بين عامي ۱۹۲۰ و ۱۹۳۰م إلى ۲۰ ألف شخص . وكان هذا خير دليل على نجاح هذا المشروع من ناحيته التعميرية ، وأيضا من ناحيته الاستثمارية ؛ إذ حقق المشروع أرباحا هائلة .

 

رغم أن شركة هليوبوليس شركة رأسالية تماما ، إلا أنها لم تكن شركة تجارة قبل أي شيء آخر ، لقد حصلت على رأسمالها من الدول الأجنبية التي عادت إليها أموالها بعد أن ربحت الكثير . کا نجحت الشركة – ونجح المشروع – في الاهتمام بأحوال السكان ؛ فأقامت أشكالا تعميرية ومعمارية ممتازة . وفرضت نمطا من الحياة الاجتماعية يشار إليه بالبنان . ولم تكن أبدأ استغلالية ، أو مشروعا استعماريا أجنبيا . ورغم أن المدينة الجديدة أو الحي الجديد كان سكنا للأقليات ، إلا أنها لم تتسم بأي توتر مذهبی ، رغم أنها شهدت المؤتمر القبطى من 5 إلى 8 مارس ۱۹۱۱م.

Comments

  • No comments yet.
  • Add a comment